نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أنا شاب في الأربعين من عمري لدي أطفال وأموري جيدة بحمد الله... أعاني من حالة من الاكتئاب وضيق الصدر وسرعة الانفعال والغضب في كثير من الأحيان... يحصل ذلك معي في البيت وفي العمل.. بل وحتى في الشارع... كيف أتخلص من هذه العادة؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن حسن الخلق من الإيمان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «أدبني ربي فأحسن تأديبي». وحسن الخلق مما يتميز به المؤمن، ولا شك أن الإنسان بطبعه معرض للوقوع في بعض السلوكيات التي لا يرضى عنها في كثير من الأحيان، والغضب مضر بالصحة وبالدين ولذلك حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لذلك الصحابي: «لا تغضب». وجاء مدح الحلم والأناة في قوله لأشج عبد القيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة». والغضب يجر إلى كثير من المنكرات وقد يجر صاحبه في حال الغليان لارتكاب عظائم الأمور، مثل: القتل ونحوه- نسأل الله السلامة والعافية.
والعاقل من ألزم نفسه بزمام الحلم والتعقل والتأني ولزم الصبر عند هبوب عواصف الغضب... فالشيطان يتربص بالإنسان ليورده مواطن الردى {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}.
مرحبا بك أيها الأخ الكريم، ونشكرك على التواصل والثقة بالموقع، ونضع بين يديك مجموعة من المقترحات المعينة على التخلص من هذه الحالة التي تزعجك:
عليك باللجوء إلى الله عز وجل بالدعاء بأن يهدي قلبك ويلهمك رشدك، ويعينك على الصبر والتأني في شأنك كله.
القرآن الكريم والمداومة على تلاوته مما يرقق القلب وهو داع للطمأنينة {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
عليك بالصدقة وبذل الندى للمحتاجين وزيارتهم ومواساتهم فكل ذلك يحمل على سكون القلب وبعد النفس عن التشوف للانتقام والتشفي من الآخرين.
عليك بمراجعة إحدى العيادات الصحية فإن بعض الاختلالات الصحية قد تؤثر على سلوك الإنسان من حيث لا يشعر.
حافظ على صلاتك جماعة في المسجد، فإن أمر الصلاة عظيم... وداوم على أذكار طرفي النهار، وخفف من إرهاق العمل وضغوطاته ما أمكن.
عليك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند الشعور بأي نوبة من الغضب، وداو ذلك بالأدوية النبوية مثل تغيير الحالة التي أنت عليها، والوضوء وغير ذلك مما يساعد على الهدوء والسكينة.
الصبر من شيم ذوي النفوس الزكية فاصبر واحتسب الأجر عند الله عز وجل {والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}.. وقوله: {واصبر وما صبرك إلا بالله}.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
الكاتب: ماجدة أبو المجد.
المصدر: موقع رسالة المرأة.